أديب جودة يكتب : ما قصّة السّلّم في مدخل كنيسة القيامة؟
أديب جودة الحسيني&أمين مفتاح كنيسة القيامة وحامل ختم القبر المقدس بالقدس الشريف
مَن يصل إلى باحة كنيسة القيامة، يلاحظ وجود سلّم على الجدار الخارجي العلوي لكنيسة القيامة المقدسة، وتماما فوق الباب المقدس لكنيسة القيامة، وحسب الستاتيكو ( الوضع القائم)، لا يمكن تحريكه وهو باقٍ منذ سنوات طويلة، لماذا؟.
وُضِعَ هذا السّلّم في مكانه الحالي، وذلك لتسهيل مهمة إدخال الطعام لطائفة الأرمن، حيث أن النوافذ هي نوافذ الكنيسة الأرمنية، حيث كان يخرج من النوافذ الرهبان ومنها الى السلم وانزال الحبال لكي يستطيعوا استلام المأكل والمشرب والشموع وكل ما يلزم كنيسة الطائفة الأرمنية .
وضع السلم في العام 1723 في عهد السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع، وفي العام 1852 اي بعد وضع السلم ب 129 عام، اصدر السلطان العثماني عبد الحميد قرار الوضع الراهن ( الستاتيكو ) اي أن عمر السلم 301 عام .
السّلّم وسيلة لدخول الطعام
وتقول بعض المصادر التّاريخيّة، إنّه إبّان حروب القرم في منتصف القرن التاسع عشر، دأبت السلطات العثمانيّة على إغلاق الكنيسة، حيث لا تُفتَح أبوابها إلّا في الأعياد، مع بقاء بعض الرّهبان في داخلها،وهذا السّلّم استخدم لإيصال الطّعام اليومي للرّهبان الأرمن المتواجدين داخل كنيسة القيامة .
وقضت اتفاقية الوضع الراهن ( الستاتيكو )، أن لا يتغيّر شيء من وضع الكنيسة إلا بالتوافق، وبما أن هذا السّلّم كان في مكانه، صار رمزًا للوضع القائم، فتحريكه إخلال بالاتفاق.
أدلة وجود السّلّم
وأحد الأدلّة على وجود هذا السّلّم في فترة سابقة لهاتين الاتفاقيتين، وجود منحوتة من العام 1723 يظهر السّلّم فيها، كما ذكرته مصادر تاريخيّة من القرن ذاته في العام 1964 زار البابا بولس السّادس الكنيسة وصرّح بأنّه يجب إبقاء السّلّم في مكانه رمزًا للمحافظة على الاتفاق.
في العام 1981 حاول رجلٌ سرقته، لكن الشّرطة سارعت باعتقاله، وبعده تمكّن رجل آخر في العام 1997 من سرقته وإخفائه ، وفي هذه الحالة أيضًا تمكّنت الشّرطة من ضبط السّارق وإعادة المسروق إلى مكانه، وفي العام 2009 تمّت إزاحة السّلّم، باتّفاق، من أجل تسهيل العمل في فكّ السّقالات التي وضعت لتصليح برج الجرس، وأُعيد بعد فكّها مباشرةً، دون أيّ تأخير.
من هنا نرى وجوده أمرًا في غاية الأهمية كرمز للسّلم الداخلي في الكنيسة وطوائفها.
طبعًا السلم هو يخص طائفة الأرمن ، والسلم يتم ترميمه كل فتره، وتحريكه يتم فقط من قبل طائفة الأرمن، ففي السنوات 2020 و 2021تم تحريك السلم عدة مرات، وذلك بسبب الترميمات التي قامت بها طائفة الأرمن في الكنيسة العلوية التي تخصهم، وتم ترميم السلم ايضاً .
One Comment